الإمام ناصر محمد اليماني
3 - 12 - 1429 هــ
2 - 12 - 2008 مـ
01:22 am
فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من أولهم إلى خاتم مسكهم محمد رسول الله صلى
عليهم وآلهم الطيبين أجمعين ولا أفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين (وبعد)..
إلى أخي الكريم طالب العالم وإلى إخواني جميع عُلماء المُسلمين وإلى إخواني جميع الأمة الإسلامية السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وإكرر لكم التعريف بشأني إني أنا المهدي المنتظر ابتعثني الله لأهديكم إلى الصراط المُستقيم والناس أجمعين وكذلك لتوحيد شمل المُسلمين وأحكم بين عُلماء المُسلمين في جميع ماكانوا فيه يختلفون بعد أن خالفوا أمر ربهم الصادر عليهم في محكم القرآن العظيم في قوله تعالى:
{ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }
صدق الله العظيم [الشورى:13]
وكذلك نهاكم الله يامعشر علماء المُسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرقوا دينكم شيعاً فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) }
صدق الله العظيم [ الروم ]
وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى:
{ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) }
صدق الله العظيم [ الشورى]
وكذلك في قوله تعالى:
{ انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) }
صدق الله العظيم [ الانعام ]
وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
صدق الله العظيم [آل عمران:103]
وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }
صدق الله العظيم [ الأنفال:46 ]
ولكنكم يامعشر عُلماء الأمة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربكم المكررة في هذه الآيات المحكمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مستضعفين فذهب عزكم إلى أعدائكم نظرا لمخالفتكم لأمر ربكم وقد وعدكم الله بأنه إذا خالفتم أمره بأنكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الأن فلا تستطيعون أن تنكروا بأنكم تنازعتم فتفرقتم وفشلتم فذهبت ريحكم .
وابتعثني الله فضل من لدنه ورحمة لكم، لأنقذكم من فتنة المسيح الدجال، وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم، ولتوحيد صفكم، فيتم بعبده نوره على العالمين، لتكون كلمة الله هي العليا، فيعزكم الله بعبده، والعزةلله جميعاً، فأيدني بتصريح الأصطفاء للخلافة والقيادة عليكم، فأيدني بالتصريح فزادني عليكم بسطة في العلم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم إلى صراطٍ____________________________________________ مُستقيم
مُعتصما بكتاب الله وسنة رسوله وكافرا بما خالف من السنة لأم الكتاب في آياته المُحكمات والتي جعلهن الله الأساس للعقيدة الإسلامية الحنيفية ملة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمُرسلين وأما سبب كفري لما خالف من السنة للقرآن المحكم، وذلك لأني أعلم أنها سنة مدسوسة من الشيطان الرجيم ليردوكم هو وأوليائه من شيطان البشر فيفتنوكم فيردوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المُحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهن الله أم الكتاب فصدوكم صحابة رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبأكم الله بذلك بأنها جاءت طائفة من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدوكم عن سبيل الله عن طريق السنة المحمدية بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام بل مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم جملة وتفصيلا بل إختلافا كثيرا ، وقد بين الله لكم هذا المكر اليهودي في القرآن العظيم؛
في قوله تعالى:
{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) }
صدق الله العظيم [المنافقون:2]
ومن ثم بين الله لكم كيفية صدهم عن سبيل الله بأنه ليس بالسيف بل بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام فبين الله ذلك المكر لكم
في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا }
صدق الله العظيم [النساء:81]
فتجدون قول الله الموجه إلى علماء الأمة خاصة:
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }
صدق الله العظيم [النساء]
وهذه الآية جاءت تأكيد الأمر لقول الله تعالى:
{ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }
صدق الله العظيم [الشورى:10]
بمعنى إنه ما اختلفتم فيه من شئ في السنة بأن تردون حكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولي الأمر منكم من القرآن العظيم فتجدون بين قول الله في القرآن العظيم وبين هذا القول في سنة محمد رسول الله اختلافا كثيرا ومن ثم تعلمون بأن هذا الحديث السُني من عند غير الله ورسوله وذلك لأن السنة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه وهذه الآية كذلك جعلها الله برهان للحديث الحق، عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ ألا و اني أوتيت القرآن و مثله معه ]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم
بل سنة محمد رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيح للمسلمين ألا وإن البيان من عند الله سبحانه وتعالى؛
تصديقاً لقول الله الحق في محكم كتابه:
{ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) }
صدق الله العظيم [القيامه]
وأنا المهدي المنتظر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر؛ مُستمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وكافرا بالسنة اليهودية المدسوسة في سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم آتيكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظ من التحريف إلى يوم الدين بل جئتكم للدفاع عن سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأبين لكم السنة اليهودية المدسوسة فيها فأكذبها بقول الله مُباشرة من القرآن العظيم وذلك لأن الله أيدني بالبيان للقرآن وذلك لكي أسند الحديث الحق مباشرة إلى القرآن العظيم غير إني لا أشتم الذين قيل عنهم إنهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل تدرون لماذا وذلك لأن المفترين قد يسنده إلى صحابتة الحق وهم بَراء من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف وذلك مكر من المنافقين. فإن بينت لكم حديث كان مفترى على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فاستنبطت لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم إن ذلك الحديث مروي عن عن بعض الصحابة الأبرار فأحذركم أن تسبوهم شيئا فمن سبهم فهوآثم قلبه فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم فما يدريكم بأن المنافقين هم المفترين على الله ورسوله وذلك لأن الحديث لو جاء مروي عن الصحابي اليهودي فلان وعن الصحابي اليهودي فلان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لما استطاعوا أن يضلوا الأمة عن الصراط المستقيم، بل كانوا يسندوه إليهم كذبا غير إن في الصحابة سماعون لهم ويظنوهم لا يكذبون وكذلك يأخذ عنهم السماعون لهم من بعض المسلمين فوردت إليكم يامعشر عُلماء الأمة الإسلامية أحاديث تخالف حديث الله في القرآن العظيم جُملة وتفصيلا ولا أقول بأنها تخالف الآيات المتشابهات في اللغة معهن بل تخالف الآيات المحكمات التي جعلهن الله أم الكتاب لا يزيغ عنهن إلا هالك في قلبه زيغ عن الحق الواضح والبين ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المُفترى بمكر خبيث فجعلوه يتشابه مع ظاهرهن ليزعم الذين في قلوبهم زيغ عن المحكم بأن هذا الحديث جاء بيان لتلك الآية والتي لا تزال بحاجة إلى التأويل وقد اتبعتم المُتشابه يامعشر عُلماء الأمة وتركتم المُحكم الواضح والبين وهُن أم الكتاب أفلا تتقون وقد وجدت طالب العلم يقول بأنه سوف يدعوني للمُباهلة إن لم أتبع المله اليهودية المُفتراة في سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وردي عليه هو: ياطالب العلم ويامعشر جميع علماء الأمة على مختلف فرقهم ومذاهبهم، إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم فلمَ المبُاهلة ما دمتم تؤمنون بالقرآن العظيم، فتعالوا إلى حكم الله في القرآن فيما خالفه من السنة المحمدية ولربما يود أحدكم أن يقول إنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح من قبلنا، ومن ثم يرد عليه ناصراليماني فأقول: لقد قلتَ إن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله وجعلت القرآن كُله غير مفهوم ولا يعلم تأويله إلا الله فهل عندك سُلطان بهذا أم تقول على الله مالا تعلم، ولكن الله يقول إن القرآن تنقسم آياته إلى قرآن محكم واضح بيِّن للعالم والجاهل لا يزوغ عنهن إلا هالك، فيتبع آيات أخرى في القرآن العظيم لا يعلم تأويلهن إلا الله، ولأنهن لا يزلن بحاجة إلى التأويل وتوضيح المقصود فيهن فاستغل اليهود تلك الآيات المتشابهات لغويا فدسوا أحاديث تتشابه مع تشابهن اللغوي في ظاهرن
وكذلك أستغلوا الحديث الحق؛ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ ما تشابه مع القرآن فهو مني ]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فهذا الحديث سنده من القرآن هو قوله تعالى:
{ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوامِنْعِندِكَبَيَّتَطَائِفَةٌمِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا }
صدق الله العظيم [النساء:81]
بمعنى إنه إذا كان هذا الحديث النبوي من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافا كثيرا ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما تشابه مع القرآن فهو مني بمعنى إنه ما اختلف مع القرآن فهو ليس منهُ عليه الصلاة والسلام ولكن للأسف حتى هذا الحديث الواضح والبين لم يفهمه علماء الأمة ومنهم من يطعن فيه إنه ليس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بل يوحى إليه القرآن العظيم والسنة المُهداه. ولسوف أبين لكم يامعشر عُلماء الأمة المقصود من حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بقوله عليه الصلاة والسلام وآله:
[ ماتشابه مع القرآن فهو مني ]
فهو لا يقصد أن تقوموا بتطبيقه مع ظاهر الآيات المتشابهة بل يقصد أن تقوموا بتطبيق المقارنة بين هذا الحديث النبوي وبين الآيات المحكمات الواضحات البينات فإذا لم يخالف العقائد التي جاءت فيهن فهو عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى سبيل المثال الحديث المُفترى عنه،عليه الصلاة والسلام وعن أبي هريرة وأظنهُ برئ من روايته إنه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر جليا لا تضامون في رؤيته ]
فإذا قمتم يامعشر عُلماء الأمة بتطبيقه على المتشابه في القرآن فسوف تجدون وكأن هذا الحديث جاء تأكيدا بلا شك أو ريب ترونه مطابقاً لقوله تعالى:
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿22﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿23﴾ }
صدق الله العظيم [القيامه]
ولكن الله يقصد منتظرة إلى رحمته تعالى التي كتب على نفسه تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُل لِّلَّـهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }
صدق الله العظيم [الأنعام: 12]
ولكن يامعشر عُلماء الأمة إذا رجعتم لتطبيق هذا الحديث مع المحكم من القرآن فسوف تجدون بأن بينه وبين هذا الحديث اختلافا كثيرا بل سوف تجدون النفي، الذي لا يحتمل الشك، ومن ثم تعلمون بأن هذا الحديث موضوع ليتشابه مع هذه الآية المتشابهة لغويا وأنه ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني]
فكيف إنه يتشابه مع آية لا تزال بحاجة إلى تأويل، ومن ثم يكون مخالف للمحكم والواضح والبين في هذا الشأن في شأن عقيدة المسلم، ومن ثم تخرجون بنتيجه إن هذا الحديث لم يكن عن رسول الله صلى الله عليه وآله، نظرا لأنه خالف الآيات المُحكمات في هذا الشأن،
ولا ينبغي لأحاديث البيان للمُتشابه من القرآن أن تأتي مخالفة للقرآن المحكم الواضح والبين والتي جعلهن الله هن أم الكتاب.
ويامعشر عُلماء الأمة الإسلامية إنما أدافع عن سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحق فهي لم تختفِ بل موجوده بين أيديكم كما القرآن بين أيديكم ولكن المفترين من اليهود دسوا لكم أحاديث تخالف لأحاديث السنة الحق في هذا الشأن وكذلك تخالف للآيات المحكمات البيان أم الكتاب في القرآن العظيم وأصل العقيدة للمسلم وبعد أن بينا لكم حكم القرآن في هذا الشأن تعالوا لنطبق الأحاديث في السنة المحمدية عليه الصلاة والسلام شرط أن يتم التطبيق لهذه الأحاديث مع الآيات المحكمات الواضحات البينات والتي جعلهن الله أم الكتاب في هذا الشأن ولإن أبيتم إلا تطبيقه مع المتشابه والتي لا تزال بحاجة إلى تأويل فقد هلكتم لإن فعلتم وذلك لأنكم تركتم الآيات المحكمات في هذا الشأن واتبعتم المُتشابه وفي قلوبكم زيغ عن الحق لإن اتبعتم الآيات المتشابهات في القرآن العظيم وتركتم الآيات المُحكمات الواضحات البينات.
فتعالو لننظر سويا في سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكي ننظر هل السنة الحق تخالف لحكم الإمام ناصر اليماني من القرآن في شأن الرؤية لله سبحانه، وحتما بلا شك أو ريب سوف نجد إن بين الأحاديث الواردة في هذا الشأن اختلافا كثيرا فيما بينها، وذلك لأن الحق منها سوف تجدونه ينطبق مع المحكم تماماً، ولكنكم سوف تجدون هذا الحديث الحق متخالف مع الآيات المتشابهة مع أحاديث أخرى، وهي الموضوعة في هذا الشأن، بمعنى أننا سوف نجد الحديث الحق يتطابق مع المحكم ويخالف للمتشابه في ظاهرها وأما الحديث المفترى فسوف نجده مخالف للمحكم، (أم الكتاب) في هذا الشأن ولكنه يتفق مع الآيات المتشابهات في ظاهرهن في هذا الشأن، فلنذهب إلى السنه للنظر في الأحاديث في هذا الشأن حتى يتبين لنا الحديث النبوي الحق الذي من عند الله ورسوله، من الذي من عند غير الله ورسوله، فلنبدأ للتطبيق للتصديق للسنة المحمدية الحق، قال محمد رسول -الله صلى الله عليه وآله- وسلم مصدقاً للآيات المحكمات في شأن الرؤية قال:
[ لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة ]
صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام
وهذا الحديث الحق قد اتفق مع القرآن المحكم الواضح والبين في قول الله تعالى:
{ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }
صدق الله العلي العظيم [ الأعراف 143]
{ لن تراني }
وصدق رسوله الكريم في قوله:
[ لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة ]
ولكننا نشاهد نوره سُبحانة يشع من وراء حجاب الغمام فتشرق الأرض بنور ربها؛
تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه:
{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا }
صدق الله العظيم [الزمر:69]
وتصديقاً لقوله عزوجل:
{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) }
صدق الله العظيم[البقره]
فيأتي الحديث الحق عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأن الرؤية؛
وقال عليه الصلاة والسلام:
[ يهبط وبينه وبين خلقه حجاب ]
صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام
وتصديقاُ لقول الله تعالى:
{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا }
صدق الله العظيم[الفرقان:25]
وتصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفي رؤيته لربه ليلة الإسراء والمعراج
وقال عليه الصلاة والسلام:
[ نور أراه ]
صد ق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ويتفق هذا الحديث مع الآيات المحكمة في قوله تعالى:
{ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من ورائ حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم }
صدق الله العظيم
ولكن بالله عليكم يامعشر أولي الألباب تعالوا لنتدبر حديث الإفك والإفتراء والبهتان عن الله ورسوله غير إني لا أشتم راويه فتدبروا
هذا الحديث الذي يرفضه القرآن والسنة والعقل والنقل جمله وتفصيلا وقالوا إنه؛
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ قال أناس: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس لأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد -أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله- أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل..] الحديث
فأنظروا إلى شر البلية وشر البلية ما يُضحك [ فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس،ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة في منافقوها إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ]
فبالله عليكم كيف يتبعون الله لعبادة من وإلى أين يتبعونه، فهل جعلتم الله فاطر السماوات والأرض إنسان يمشي وأتباعه يمشون وراءه أفلا تعقلون وتالله لا يتبعون إلا المسيح الدجال في الدُنيا يقول اتبعوني لأدخلكم جنتي، بل كيف قولهم أنهم يرون الله يوم القيامة، ثم يقول المفتري إن الله يجمع الناس ثم يقول:
[ من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها..إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون،]
وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه، أفلا تعقلون؟ فهل إلى هذا الحد لا تستخدمون عقولكم يامعشر المُصدقين لهذا الإفتراء الذي يخالف كتاب الله وسنة رسوله جملة وتفصيلا فهل تريد أن تباهلني ياطالب العلم على هذا الحديث المفترى فتنال لعنة الله بحق وحقيقة ولكني والله العلي العظيم لا أريد ربي الله أن يلعنك، فلا تفعل ولاتجبر المهدي المنتظر أن يجيبك إلى المباهلة، وأقسم بالله العلي العظيم إنك يارجل تطلب المباهلة من المهدي المنتظر الحق والعجيب في أمرك إنك تقول أنك تتبع كتاب الله وسنة رسوله، وها أنا ذا آتيك بالآيات المحكمات من كتاب الله، فلا تتبعهن وتصفني بأني على ضلال وإنك على الحق، فهل أنت رجُل رشيد؟.
فإني أخوفك بالقرآن، فهل تخاف وعيد.
وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين أخوكم( الإمام ناصر محمد اليماني)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire